03 يناير 2011

هناك .. حيث اللا زمن

غابت الشمس .. أحسست ببرودة الهواء يتخلل جسدى النحيل .. ظللت واقفة ً أنظر إلى جمال هذا الشفق وروعته . قاطعنى صوت الأذان . دخلت لأتوضأ و بعدما انتهيت أحسست أنى غسلت نفسى من كل الذنوب فأصِبْتُ براحة غير معهودة وذهبت للصلاة وعندما شرعت فى آدائها نسيت الدنيا وما فيها وما أجمل أن تنساها هذه الدنيا التى لا تجلب لك إلا القلق والسهر . الدنيا التى تظنها واسعة وهى أضيق ما يكون . الدنيا التى تفعل كل شىء من أجلها وفى النهاية تربح لا شىء .

بعدما انتهيت من صلاتى جلست لأتلو وردى من القرآن وكنت عند الواقعة . هذه السورة التى ترغبك فى الجنة بقدر ما ترهبك من النار ثم .. شردت ... إلى بعيد .. بعيد جداً .. حيث اللا زمن .

وهناك

..

وجدت العقاب عقابا ، والعذاب عذابا ، والندم ندما ، والحزن حزنا ، والسخط سخطا ، والألم ألما ، والخلود خلودا .

أحسست بالخوف وروعنى خيالى فانكمشت بمكانى أستجير .

لكنى نظرت على يمينى :

فوجدت الثواب ثوابا ، والهناء هناء ، والجمال جمالا ، والراحة راحة ، والرضا رضا ، والحسن حسنا ، والحب حبا ، والخلود خلودا .

فأفقت ؛ وقمت مسرعة نحو الخير لأفعله ونحو الشر لأقتله ، نحو الصواب فأثبته ونحو المنكر فأغيره ، نحو العجوز أدعوه ونحو الشاب أرجوه ، نحو الصالح أدعو له ونحو الطالح أدعو له أو .......... أدعو له . نحو الله .. الذى أنعم على ّ بنعم ٍ لا مثيل لها ..

نحو الذى سيرحمنى ويشفق علىّ .. نحو الذى سيدخلنى جناته ويرحمنى من ناره وعذابه .. نحو الذى لا إله إلا هو .. نحو الذى أحيانى و الذى سيميتنى .. نحو الطريق الذى لا يجب إلا أن أنحو نحوه .. لعله يغفر لى ذلاتى وينير لى الطريق فأنهج نهج الصالحين وأجاورهم فى دار الخلود .

ليست هناك تعليقات: