08 يناير 2011

همسات فقط للبنات(2)مقالاتى بمجلة الكلية

كونى اجتماعية لكن بشرط ..

فى عددنا الثانى من مجلة المواهب الفكرية التى ينفرد بها قسم اللغة العربية يسرنا تقديم همسة جديدة من "همسات فقط للبنات" والتى بدأناها بقصة الفتاه التى أحبت العلم وجعلته فوق جل أمورها وأصبح العلم هو همها الأكبر فى الحياة ...

وبعد إصدار الحلقة الأولى سألتنى كثيرات : "لماذا بدأتِ همساتك بالحديث عن العلم فى حين أن هذا العمود للبنات فقط ؟"

وعدتهن بالإجابة فى العدد القادم وها أنا ذا أجيب :

بالتأكيد فرض العلم على الناس جميعهم رجل وامرأة ، لكن كان لابد لى فى هذا المقام أن أبدأ بذلك الموضوع لأن العلم هو رسالتك الأولى هنا .. فأنتِ هنا فى هذا المكان خاصة طالبة علم قبل كونك بنت .. لذا وجب على أولاً أن أذكركِ برسالتك التى التحقتِ بالكلية لأجلها ، ثم نتحدث بعد ذلك عن أشياء هى فى الغالب تهمك أنتِ دونه .

وهكذا فليكن موضوع حلقتنا الثانية "كونى اجتماعية لكن بشرط .."

لن أسألكِ هل أنتِ اجتماعية أم انطوائية ، لكن السؤال كالتالى :

هل من المفترض أن تكون البنت اجتماعية أم انطوائية ؟ ما الأفضل لها ؟

كى نعرف ما الأفضل لابد من إحصاء ميزات كل منهما وكذلك تحديد عيوب كليهما ..

وبالمقارنة فإن البنت الانطوائية نجد فى انطوائها وابتعادها عن الآخرين ابتعاداً عن المشكلات التى قد تواجه البنت الاجتماعية نتيجة احتكاكها المباشر بالآخرين ، لكن الانطوائية عموماً شىء غير محمود ، وليس مطلوباً ، وبالطبع له عيوبه . والبنت الانطوائية إدا كانت لا تواجه مشكلات الآن فبلا شك ستواجهها يوماً ما ربما على المدى البعيد ، وفى رأيى ستكون هده المشكلات أكبر من تلك التى تواجهها البنت الاجتماعية على مدى تعاملها مع من حولها .. لكن على أية حال لا نستطيع إنكار أن انطوائية البنت تحميها فى كثير من الأحيان ؛ فهى بمثابة حجاب بينها وبين العالم الخارجى ، وبالتالى بينها وبين كل ما يصدر منه من إيجابيات أو سلبيات على السواء .

أما البنت الاجتماعية فهى منفتحة إلى حد ما بحكم طبيعتها _ ولا أراه عيباً _ ففى ذلك منافع لها ولمن حولها حيث سهولة الاتصال بينها وبين الآخرين فهى تفيد وتستفيد ، وتكتسب خبرات ، وتتعلم الكثير لأنها أكثر عرضة لتجارب الحياة و إن كانت تواجهها بعض المشكلات بحكم احتكاكها المباشر مع الآخرين كما قلت سابقاً .. لكنها سرعان ما تتحول إلى تجارب ، وهنا وبعد الميزات التى دكرتها عن البنت الاجتماعية نجد إما ميزة جديدة تضاف إلى قائمة الميزات أو عيباً كبيراً ينجم بكل بساطة إذا هى لم تحسن التعامل مع هده المشكلات ، والحاسم هنا هو "الالتزام" .. أعنى الالتزام بكل معانيه .. فالملتزمة صنعت من التزامها حجاباً تتحصن وراءه لكنه أفضل على أية حال من الحجاب التى اتخذته الانطوائية ، لأنها تحجب عن نفسها الإيجابيات قبل السلبيات .

أما الاجتماعية إذا كانت ملتزمة يمكنها أن تتحكم فى علاقاتها ومعاملاتها .. فيشكل الالتزام عندها مصفاةً لكل ما يدخل إليها من العالم المحيط وأيضا كل ما يصدر منها تجاه الآخرين .. هذه المصفاه تمرر بسهولة كل الإيجابيات وتمنع أو على الأقل تعثر مرور السلبيات حتى تتم بعد ذلك إزالتها من المصفاه وإن علقت قليلاً .

وهذه هى طبيعة مجتمعنا بل طبيعة الحياة ككل ، بها الإيجابى والسلبى ، الصحيح والخطأ ، الجميل والقبيح ، السهل والصعب .......................

لذا لا يصح أبداً أن تعزلى نفسكِ عن مجتمعك وعمن حولك .. لابد من دور لكِ بينهم تصنعيه أنتِ ..لا غيرك .

لذا.. كونى اجتماعية لا انطوائية . كونى ملتزمة لا غير ذلك .

انتظروا الهمسة القادمة (المرأة والعمل) عنوان مكرر ومضمون جديد!

.

ليست هناك تعليقات: